انقلبت سالي على بطنها لتقابل سوريل المستلقية على ظهرها، ابعدت خصلات نافرة عن وجهها وهي تبتسم باشراق ثم فجأة اختفت ابتسامتها لتتحول لعبوس جعل وجهها الطفولي يكتئب.

"ما بالك صغيرتي؟ هل هناك خطب ما؟"

اتبعها فترة صمت طويلة جعلت سوريل تقلق فأندفعت جالسة وهي تحتضن يدي سالي الصغيرتين بين كفيها.

"صغيرتي! ما بك؟ ألن تخبري ماما سوريل ما الذي يحزنك؟"

قالتها بحنان كبير وهي تضغط على يديها بلطف.
اندفعت سالي وعانقتها بشدة وكأنها تتعلق بطوق نجاة في وسط المحيط.

" لقد سمعتك تخبرين أبي انك سترحلين في غضون 3 أسابيع! لا أريد ذلك..ستذهبين وتتركيني هنا..انا لا أحب دافينا لقد صرخت في وجهي وقالت انها ستتخلص مني..سأذهب معك ماما سوريل..سأكون مطيعة ولن أسبب المشاكل"

وقطع صوتها بالبكاء وهي تضغط وجهها ضد صدري سوريل

" لن أتأخر في موعد نومي، وسأحفظ القصائد وسأحب الحساب..فقط..لا..ترحلي وتتركيني!"

لم تحس سوريل بدموعها التى تنزلق على وجنتيها الشاحبتين وهي تسحب سالي اقوى نحوها لتشعرها باﻷمان..وهي غاضبة من دافينا!! كيف لها بحق الله ان تخبر طفلة انها ستتخلص منها!

" عزيزتي..صغيرتي! أهدئي! انا سأرحل ولكننا سنلتقي من جديد..أخبرك والدك انك ستدرسين في مدرسة خاصة في لندن صحيح؟ انا سأتقدم للعمل هناك وسأرعاك..سننام تحت سقف واحد وفي عطلة نهاية الأسبوع سأريك الحي الذي ترعرت فيه..انا لن أتركك!"

.
.
.
.
في المساء بعد ان نامت سالي، خرجت سوريل تنشق الهواء في الشرفة..وهي تفكر في ما طلبه منها ماكس.

لقد توسلها حرفيا ان تذهب لمكتب آدم وتبحث عن مذكرات سميث هاموند في أدراج مكتبه.

حاولت ان تبعد فكرة التسلل بعض الوقت لتريح عقلها...رفعت شعرها الاحمر الداكن لاعلى في كعكة فوضوية واقتربت لحافه الشرفة وجلست عليها بإرتياح.

علمت من سالي أثناء العشاء ان آدم ودافينا خرجا ليقابلا بعض الأصدقاء، وان روبرت ذهب إلى نادي ليلي مع أصدقاءه.

" بعد ان استمتع بهذا الهدوء سأنفذ الخطة الغبية تلك!"

وبإهمال خلعت الجاكيت القطني الذي ترتديه وبقيت بالبلوزة المنقطة دون أكمام.

"هذا منعش!"

اغمضت عينيها وبدأت تحلم أحلام يقظة، وابتسامة رقيقة تلوح في شفتيها.

أحست بيدين دافئتين توضعان على ذراعيها العاريين!
انتفضت مذعورة وفقدت توازنها ولكن اليدين القويتين أمسكتها بإحكام.

استدارت برعب للذلك المزعج الذي كان يود قتلها لتنهره..ولكن الكلمات ماتت على شفتيها وهي تنظر لعضلات وجهه المنقبضة بغضب...آدم!

قصر الأوراق المتساقطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن